قلنا في المقال الأول الذي كتبناه حول غزة، إن الذي يجري هو أبعد من حدود غزة، إنه الممحاة التي تعمل على محو فلسطين ، كل فلسطين، من خلال توزيعها يمنة ويسرى، قلباً وقالباً.
وهذا ما أكده حديث أحد أكبر المخططين لهذا الأمر في الولايات المتحدة الأميركية جون بولتون. وقد فصل في أقواله كيف سيتم هذا التوزيع الجديد وكيف ستؤول إليه الأمور عند وقف العدوان القطاع.
وقبل البدء، أود أن اشير إلى انه قد يتسرب لذهن القارىء عند الحديث على بعض النقاط، ما دخل الفن بالواقع الراهن السياسي في منقطقتنا، لكنه سيجد أن كل ما هو قائم هنا همٌ واحد مترابط لأنه سببه واحد.
إذن...
من الغباء لعقولنا أو لوعينا، ان نلفت أسماع من هم في سدة الحكم من أولياء الأنظمة العربية لهذا الكلام، وإنما نعيده أمام ذاكرتنا التي صدقت يوماً أننا نستطيع أن نكون منفتحين على هذا الغرب بكل تلاوينه الثقافية وأنظمته " الديمقراطية" وبعدما اقنعنا أنفسنا أننا لا نملك ثقافة يمكن ان ننطلق منها لتكوين مجتمع يقوم على فكر متحرك قادر على مواكبة العصر وومحاكات الحضارات والثقافات الأخرى.
فالفكر الغربي بمراحله التاريخية ونهضاته الفكرية تمكن أن يخلق آلية فكرية وعقلا منتجا ومبدعاً في كل ميادين الحياة ومختلف مجالات العلوم، فقدم الاختراعات بما يخدم البشرية، وأنتج الآلات بما يعزز قدرات الانتاج وتوفير الطاقات من خلال منهجية فكرية متحركة.
ونحن في ساحتنا العربية ماذا قدمنا على مدى الأجيال وعبر الحُقب التاريخية التي استهلكناها حقبة بعد حقبة ومرحلة بعد مرحلة، وعصراً بعد عصر.؟
لم ننتج شيئا..!
وفي نظر هؤلاء أننا نرزح تحت ضغط ثقافة مؤطّرة الحركة مانعة للانطلاق مكبِّلةً لحرية العقل أن يتجاوز حدوداً معينة.. وعماد هذه الثقافة مبدأ الإحالة كوسيط بين العجز والخنوع، أو بين الامتناع والتقهقر.
هذا الكلام قد يكون صحيحاً إذا ما ترجمناه بمعني عدم قدرتنا على انتاج قيادات قادرة على رعاية هكذا ثقافة تكون هي من ينتج هذه القيادات أولاً، وليس العكس بأن تكون هذه القيادات هي من أنتج ثقافة بوأتها مناصبها ولمُددٍ زمنية لا يعلم إلاّ الله متى ينهيها بإرادته.
لم يشأ هؤلاء ـ المثقفون ـ أن يقرأوا الأمور على هذا النحو، لأنهم برأينا هم نتاج هذه القيادات، وليسوا نتاج ثقافة وُلدوا في أحضانها وترعرعوا في بيئاتها، وبدل أن يعملوا على تطويرها وتنقيتها من رواسب الجمود والتقوقع أو التلطي في مبدأ قانون الإحالة، انسلخوا عنها حينما افترضوا ـ وعن طريق السماع ـ انها لا تلبي طموحاتهم ورؤيتهم ـ بل يريدون قسراً، أن يقولوا افٍ لهذه الثقافة التي لم تعطنا سوى الإنكسار ولم تعطنا سوى القلق والخوف على المصير.
هؤلاء المثقفون وجدوا في الغرب سرير أحلامهم، لأنهم نالوا ما يرغبون حينما ذهبوا إليه يتسكعون في مقاهيه ويسرحون في شوارعه يتأملون إنجازاته العمرانية ومبانيه، ويعتقدون ـ بحسب مخيلتهم ـ أن هذا الغرب لبّى آمالهم ـ كمثقفين ـ فأشاد المسارح وبنى المكتبات وصروح العلم والمعرفة. بل أكثر من ذلك جعلوا هذه المشاهد ثابتة في أفكارهم فأرخوها في نتاجاتهم المختلفة شعراً ورواية وقصة.. ومحترفاً.......
وهذا حقهم إذا ما قلنا بحرية الموقف والمعتقد والرأي.. ولكن لا أن ينصبوا أنفسهم حماة لهذه الأنظمة وهذه القيادات التي هم أول ضحاياها وأكثر المتضررين منها، (هذا بحسب اقوالهم ونحيبهم بأنهم كانوا يتمنون لو كان ما يجدونه في تلك البلاد موجود في بلادهم).
كل هذه المشاهدات التي يمقلونها حقيقية وموجودة ولا يمكن نكرانها.
ولكن السؤال كيف بنيت هذه الصروح وبنيت هذه المراجع.؟
وما هو دور المثقف الذي هو مرجع من هام من مراجع البناء في العقد الاحتماعي بين الشعوب.؟
وهل المثقف اليوم أمينٌ فعلا على دوره، أم أن البعض منهم جعلوا من عقولهم أدوات لسلخ جلود إخوانهم، من خلال محاولاتهم ذر رماد الفتنات المتنقلة في عيون أبناء الأمة.؟
قبل الغوص في هذه الكيفيات، دعونا ننظر حيث نشأنا وترعرعنا، ومن أي منهل استمدينا ثقافتنا.
يتبع في السياق... القسم الثاني.
وهذا ما أكده حديث أحد أكبر المخططين لهذا الأمر في الولايات المتحدة الأميركية جون بولتون. وقد فصل في أقواله كيف سيتم هذا التوزيع الجديد وكيف ستؤول إليه الأمور عند وقف العدوان القطاع.
وقبل البدء، أود أن اشير إلى انه قد يتسرب لذهن القارىء عند الحديث على بعض النقاط، ما دخل الفن بالواقع الراهن السياسي في منقطقتنا، لكنه سيجد أن كل ما هو قائم هنا همٌ واحد مترابط لأنه سببه واحد.
إذن...
من الغباء لعقولنا أو لوعينا، ان نلفت أسماع من هم في سدة الحكم من أولياء الأنظمة العربية لهذا الكلام، وإنما نعيده أمام ذاكرتنا التي صدقت يوماً أننا نستطيع أن نكون منفتحين على هذا الغرب بكل تلاوينه الثقافية وأنظمته " الديمقراطية" وبعدما اقنعنا أنفسنا أننا لا نملك ثقافة يمكن ان ننطلق منها لتكوين مجتمع يقوم على فكر متحرك قادر على مواكبة العصر وومحاكات الحضارات والثقافات الأخرى.
فالفكر الغربي بمراحله التاريخية ونهضاته الفكرية تمكن أن يخلق آلية فكرية وعقلا منتجا ومبدعاً في كل ميادين الحياة ومختلف مجالات العلوم، فقدم الاختراعات بما يخدم البشرية، وأنتج الآلات بما يعزز قدرات الانتاج وتوفير الطاقات من خلال منهجية فكرية متحركة.
ونحن في ساحتنا العربية ماذا قدمنا على مدى الأجيال وعبر الحُقب التاريخية التي استهلكناها حقبة بعد حقبة ومرحلة بعد مرحلة، وعصراً بعد عصر.؟
لم ننتج شيئا..!
وفي نظر هؤلاء أننا نرزح تحت ضغط ثقافة مؤطّرة الحركة مانعة للانطلاق مكبِّلةً لحرية العقل أن يتجاوز حدوداً معينة.. وعماد هذه الثقافة مبدأ الإحالة كوسيط بين العجز والخنوع، أو بين الامتناع والتقهقر.
هذا الكلام قد يكون صحيحاً إذا ما ترجمناه بمعني عدم قدرتنا على انتاج قيادات قادرة على رعاية هكذا ثقافة تكون هي من ينتج هذه القيادات أولاً، وليس العكس بأن تكون هذه القيادات هي من أنتج ثقافة بوأتها مناصبها ولمُددٍ زمنية لا يعلم إلاّ الله متى ينهيها بإرادته.
لم يشأ هؤلاء ـ المثقفون ـ أن يقرأوا الأمور على هذا النحو، لأنهم برأينا هم نتاج هذه القيادات، وليسوا نتاج ثقافة وُلدوا في أحضانها وترعرعوا في بيئاتها، وبدل أن يعملوا على تطويرها وتنقيتها من رواسب الجمود والتقوقع أو التلطي في مبدأ قانون الإحالة، انسلخوا عنها حينما افترضوا ـ وعن طريق السماع ـ انها لا تلبي طموحاتهم ورؤيتهم ـ بل يريدون قسراً، أن يقولوا افٍ لهذه الثقافة التي لم تعطنا سوى الإنكسار ولم تعطنا سوى القلق والخوف على المصير.
هؤلاء المثقفون وجدوا في الغرب سرير أحلامهم، لأنهم نالوا ما يرغبون حينما ذهبوا إليه يتسكعون في مقاهيه ويسرحون في شوارعه يتأملون إنجازاته العمرانية ومبانيه، ويعتقدون ـ بحسب مخيلتهم ـ أن هذا الغرب لبّى آمالهم ـ كمثقفين ـ فأشاد المسارح وبنى المكتبات وصروح العلم والمعرفة. بل أكثر من ذلك جعلوا هذه المشاهد ثابتة في أفكارهم فأرخوها في نتاجاتهم المختلفة شعراً ورواية وقصة.. ومحترفاً.......
وهذا حقهم إذا ما قلنا بحرية الموقف والمعتقد والرأي.. ولكن لا أن ينصبوا أنفسهم حماة لهذه الأنظمة وهذه القيادات التي هم أول ضحاياها وأكثر المتضررين منها، (هذا بحسب اقوالهم ونحيبهم بأنهم كانوا يتمنون لو كان ما يجدونه في تلك البلاد موجود في بلادهم).
كل هذه المشاهدات التي يمقلونها حقيقية وموجودة ولا يمكن نكرانها.
ولكن السؤال كيف بنيت هذه الصروح وبنيت هذه المراجع.؟
وما هو دور المثقف الذي هو مرجع من هام من مراجع البناء في العقد الاحتماعي بين الشعوب.؟
وهل المثقف اليوم أمينٌ فعلا على دوره، أم أن البعض منهم جعلوا من عقولهم أدوات لسلخ جلود إخوانهم، من خلال محاولاتهم ذر رماد الفتنات المتنقلة في عيون أبناء الأمة.؟
قبل الغوص في هذه الكيفيات، دعونا ننظر حيث نشأنا وترعرعنا، ومن أي منهل استمدينا ثقافتنا.
يتبع في السياق... القسم الثاني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق